أسباب وخطورة الموجات الحارة على صحة الإنسان
تشكل الموجات الحارة خطرًا على الصحة الإنسانية نظرًا لتأثيرها المباشر، وخاصة عندما تتزاوج مع الرطوبة، حيث تكون درجات الحرارة الأقل أكثر تأثيرًا. يشكل هذا الارتفاع الكبير في درجات الحرارة في بعض مناطق العالم، بما في ذلك جنوبي أوروبا، مصدر قلق بالنسبة للجميع.
تعرف الموجة الحارة بأنها ارتفاع في درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية في منطقة معينة لمدة تتراوح من يومين إلى شهر. وعندما تصل درجات الحرارة إلى مستوى 7 درجات مئوية أو أكثر فوق المعدلات العادية، يتم تصنيفها عادة بأنها “موجة حر شديدة”.
يجب ملاحظة أن الموجات الحارة قد تختلف من منطقة لأخرى، وتعتمد على المعدلات الحرارية المحلية. فعلى سبيل المثال، قد يتم تصنيف درجة حرارة معينة بأنها موجة حرارة في دولة معينة، في حين قد تكون هذه الدرجة الحرارة طبيعية تمامًا في دولة أخرى.
تحدث الموجات الحارة نتيجة تأثر منطقة معينة بضغط جوي مرتفع يغطيها. هذا الضغط المرتفع يعمل على حبس الهواء الدافئ قرب سطح الأرض ويمنعه من الارتفاع، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة. كما أن الضغط المرتفع يعمل كحاجز يمنع هواءًا باردًا من الدخول إلى المنطقة، مما يزيد من ارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ.
تزداد خطورة الموجات الحارة بزيادة الرطوبة. يتم حساب تأثير الرطوبة على الإنسان باستخدام مؤشر الحرارة (Heat Index) الذي يجمع بين درجات الحرارة والرطوبة النسبية. عندما يكون المؤشر مرتفعًا، يزيد الشعور بالحرارة بشكل كبير. فعلى سبيل المثال، إذا كانت درجة الحرارة 38 درجة مئوية والرطوبة عالية، فقد يكون الشعور كأن درجة الحرارة هي 42 درجة مئوية.
تسبب الموجات الحارة التعرض لمشاكل صحية خطيرة، ومن ضمنها التعب والجفاف وارتفاع درجات الحرارة في الجسم وصداع حاد وفقدان التركيز. في حالات الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، قد يحدث الإجهاد الحراري ويتسبب في صدمة حرارية تهدد الحياة.
لذلك، يُنصح باتخاذ التدابير الوقائية خلال الموجات الحارة، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة، وشرب الكثير من الماء للبقاء مترطّبًا. يجب أن يكون الوعي العام حول خطورة الموجات الحارة مرتفعًا للمساعدة في تجنب الآثار السلبية على الصحة.