أخبار نافذة
شهدت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تقدماً كبيراً، مما دفع العديد من الشركات التكنولوجية والصناعية والتجارية لاعتمادها. وفي هذا السياق، أصبحت شرائح الرسوميات هي المكون الأساسي الأكثر طلباً في الأسواق حالياً، حيث أصبحت تعتبر العنصر الأساسي الذي يستند إليه نظام الذكاء الاصطناعي. وبالتالي، أصبحت المنافسة بين شركات تصنيع تلك الشرائح شبيهة بحرب “تكسير العظام”.
تعد شركة “إنفيديا” هي الشركة الحاكمة حالياً في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي، حيث تحتل نسبة سوقية تزيد عن 80٪. تتفوق الشركة بفضل شريحتين قويتين، هما شريحة A100 وشريحة H100، واللتان تعدان الأقوى في سوق شرائح الذكاء الاصطناعي حالياً. وتتميز هاتان الشريحتان بقوتهما وقدرتهما الاستثنائية، وقد وصفت بأنهما أفضل ما يمكن أن يتوفر في هذا المجال، وبلغ سعر الشرائح حوالي 40 ألف دولار.
ومع ذلك، يواجه “إنفيديا” الآن خطر فقدان سيطرتها المطلقة على سوق رقائق الذكاء الاصطناعي، وذلك بسبب ظهور شريحة الرسوميات MI300X من شركة “أيه إم دي” والتي بدأت تدخل الأسواق.
تشتهر “أيه إم دي” بإنتاجها لمعالجات الكمبيوتر التقليدية، وإذ
ا نجحت شريحة MI300X في كسب ثقة السوق، فإن الشركة ستدخل سوقًا جديدًا بالنسبة لها، محاولة منها لكسر هيمنة “إنفيديا” في هذا المجال.
ومع ذلك، يبقى السؤال حول مدى تفوق شريحة MI300X التي تمتلكها “أيه إم دي”، والتي وصفت بأنها الأقوى في مجال الذكاء الاصطناعي حتى الآن، وما إذا كانت تتوفر لديها المواصفات اللازمة لكسر هيمنة “إنفيديا”.
يشير خبير التحول الرقمي رودي شوشاني إلى أن تقييم شريحة MI300X القوية يجب أن يرتكز على العديد من العوامل، لا سيما المواصفات التقنية للشريحة. ويجب أيضًا أن نأخذ في الاعتبار أن هذه هي أول شريحة لـ “أيه إم دي” في مجال شرائح الذكاء الاصطناعي، وهذا يعني أن الشركة ليست لديها الخبرة الكافية في هذا المجال مقارنة بـ “إنفيديا”. وعلى الرغم من تفوق MI300X في بعض المواصفات على شريحة H100 من “إنفيديا”، إلا أنه لا يعلم حتى الآن كيف ستؤدي MI300X وتتفاعل مع الأنظمة التشغيلية. وهذه النقطة هي التي تعتبر حاسمة في عملية اعتماد السوق لشريحة “أيه إم دي”.
من جانبه، يرى المحلل التقني خالد موسى أن الحديث عن قدرة “أيه إم دي” على منافسة “إنفيديا” في صناعة شرائح الذكاء الاصطناعي مبكر جداً. فهناك صعوبة كبيرة في تحدي “إنفيديا” وهي الشركة الرائدة في هذا المجال من حيث العديد من العوامل التقنية.
ويشير إلى أن شريحة MI300X
من “أيه إم دي” قد تصبح الخيار الثاني في السوق بعد شرائح “إنفيديا”، خاصة إذا كانت متاحة بسعر أقل من شريحة H100، التي يصل سعرها إلى 40 ألف دولار. ويرى أن العديد من الشركات الناشئة لا تستطيع تحمل تكاليف شرائح “إنفيديا”، وبالتالي إذا قدمت “أيه إم دي” شرائح الذكاء الاصطناعي بأسعار مناسبة، فقد تتمكن الشركة من تحقيق مكانة قوية في هذه الصناعة، على أن يتم التأكد من قدرة MI300X على المنافسة بشكل فعلي مع شريحة “إنفيديا” من الناحية التشغيلية.