ما هو “Qatargate” ولماذا انفجر فجأة؟
“Qatargate” هو فضيحة سياسية مدوية في إسرائيل، ظهرت في الآونة الأخيرة، وكشف فيها عن شبكة علاقات سرية مشبوهة بين كبار مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقطر. يُزعم أن هؤلاء المساعدين حصلوا على أموال قطرية مقابل الترويج لمصالح الدوحة داخل إسرائيل، بما في ذلك التأثير على مفاوضات غزة وإضعاف دور مصر كوسيط. تحقيقات أمنية إسرائيلية جارية شملت اعتقالهم واستجواب نتنياهو نفسه، ما أثار الكثير من التساؤلات.
الجذور والتفاصيل المذهلة
- أصدرت المخابرات الداخلية الإسرائيلية (الشاباك) تحقيقًا رسمياً في مارس 2025، بعد أن تبين وجود “علاقات غير قانونية” بين مساعدين مقربين لنتنياهو وقطر، تشمل تلقيهم حوالات مالية وتنسيق رسائل إعلامية لصالح الدوحة في إسرائيل en.wikipedia.org+1apnews.com+1.
- من بين المتهمين: “يوناتان أوريش” و”إيلي فيلدشتاين”، اعتُقلا في نهاية مارس بتهم تشمل “الفساد وغسيل الأموال وتلقي أموال من وكيل أجنبي”. كما استدعي المحرر المسؤول في صحيفة “جيروزاليم بوست” للاستجواب .
- تصريحات معارضة قادت الاتهام القاطع: “هذا خيانة” كما وصفها يائير گالون، وطالب يائير لابيد بفتح تحقيق شامل في “ضرر أمني واضح” .
دوافع قطر – ولماذا الآن؟
- بحسب وثائق “Project Raven” من يوليو 2024، قطر خططت لتحويل ما يصل إلى 50 مليون دولار لصالح حزب الليكود عبر دعامات إعلامية نسقتها من خلال أحد مساعدي نتنياهو en.wikipedia.org+1en.wikipedia.org+1.
- الهدف الظاهر: تعزيز نفوذ الدوحة، تصيير وجهة نظرها إلى العلن، وتضخيم دور قطر كوسيط “الخيار الأفضل” على حساب مصر، في قضايا مثل تهدئة غزة وتطبيع العلاقات مع إسرائيل .
- ردة فعل قطر: نفيها التام، معتبرة الاتهامات “إعلام دبلوماسي لتخريب جهود الوساطة” .
تحليل معمّق: وجهات نظر ساخنة
أ. تأثيرات داخلية إسرائيلية
- تزامن الفضيحة مع محاكمة نتنياهو بتهم فساد، مما زاد من الضغوط الداخلية: المعارضة توجه اتهامات بـ”مساعي التغطية على مشاكل أمنية وظيفية” .
- الشارع الإسرائيلي منقسم: من يراها مؤامرة لتعطيل الوساطة القطرية، ومن يتهم الحكومة بالتنكر للمصالح الوطنية.
ب. الأبعاد الأمنية الإستراتيجية
- السماح بتمويل جناح سياسي مؤيد لقطر، في مسعى لدعم مصالحها في غزة وأمام واشنطن، قد يعرض إسرائيل لضغوط حقيقية من قبل قطر و”محور المقاومة”.
- استخدام المال القطري لتنشيط شبكات إعلامية داخل إسرائيل يثير تهديدات الأمن الداخلي، خاصةً إذا ارتبطت بتسريب معلومات عسكرية أو استخباراتية.
ج. الديناميكيات الإقليمية
- هذه الفضيحة تُظهر تنامي التنافس بين مصر وقطر: الأولى بدورها الوسيط التقليدي، والأخيرة تنشد تعزيز موقعها المستقبلي كحلقة وصل مع غزة.
- انهيار تناغم الوسائط الإقليمية يهدّد بتفجير ديناميات السلام، وخصوصاً إذا ما استفادت قطر بتضخم نفوذها في ملف اللاجئين والتسويات.
فضيحة أم زلزال سياسي؟
“Qatargate” ليست مجرد فضيحة فساد؛ إنها تشير إلى تحول استراتيجي على المستوى الإقليمي، حيث تنفذ دولة شريكة في الملف الفلسطيني خططًا مالية وسياسية داخل إسرائيل لتحقيق نفوذ أكبر في الملفات المعقدة مثل غزة والتطبيع. هذا الكشف لم يعرض حكومة نتنياهو فقط، بل هزّ عمق الترتيبات الأمنية والعلاقات الدبلوماسية في المنطقة.
يبقى السؤال: هل ستمضي التحقيقات لتصل إلى قمة السلطة، وهل تتبنى إسرائيل تدابير حماية وطنية صارمة تمنع استخدام الأموال الأجنبية لتوجيه القرار السياسي؟ الأيام القادمة حاسمة.
—
مراسل نافذة الشرق