في رغم الدعوات لعدم تسييس الحادثة، استغلت اليمين واليمين المتطرف في فرنسا الهجوم الذي شنه لاجئ سوري الخميس في أنسي شرقي البلاد للتنديد بـ “نزعة التوحش” الناتجة عن “الهجرة الجماعية”. وعلى الرغم من أن الهجوم أحدث صدمة هائلة في فرنسا بعد استهداف أطفال صغار في متنزه، إلا أن ذلك لم يمنع من توظيفه سياسيًا وإطلاق تصريحات سريعة من قبل السياسيين.
أصيب في الهجوم 6 أشخاص، بينهم 4 أطفال، واستمر اثنان منهم في حالة حرجة. رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة لموقع الهجوم في أنسي، ودعت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن الجميع إلى “التحلي بالمسؤولية في هذه الظروف”. من جانبه، حذر المتحدث باسم الحكومة من “التفسيرات الضارة” ودعا وزير الاقتصاد إلى ترك السياسة جانبًا لبعض الوقت.
وبينما كانت تلك التصريحات تأتي كرد فعل طبيعية للهجوم، فإن قضية الهجرة تظل موضوعًا حساسًا ومحفوفًا بالانقسامات في فرنسا. استغلت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان الفرصة للتساؤل عن وجود “سلطة عليا” يجب الحصول على إذنها قبل مناقشة المشكلات المتعلقة بالهجرة.
تحدثت لوبان عبر إذاعة “أوروبا 1” قائلة: “أشعر بأنني مضطرة لتقدي
م إجابات، وأعتقد أن الفرنسيين ينتظرون منا أن نقدم إجابات”. على الفور بعد انتشار النبأ عن الهجوم الخميس، انتقد قادة اليمين واليمين المتطرف “الهجرة الجماعية” وتحدث بعضهم عن “النزعة الإسلامية الراديكالية” و “الإرهاب” قبل أن يتبين لاحقًا أن المهاجم هو مسيحي وأن النيابة العامة أعلنت أن الهجوم ليس له دافع إرهابي واضح.
تعتبر هذه التصريحات جزءًا من النقاش العام في فرنسا حول قضية الهجرة، والتي استفحلت في السنوات الأخيرة وتصاعدت مع تقدم اليمين المتطرف في الساحة السياسية. سخرت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان من تصريحات المسؤولين، مؤكدة ضرورة تقديم إجابات حول هذه القضية.
مثّل الهجوم فرصة لليمين التقليدي أيضًا لفرض مقترحاته في المشروع الجديد للهجرة الذي تعمل الغالبية الرئاسية على صياغته. وقال رئيس كتلة حزب “الجمهوريين” إن “الهجرة الجماعية غير المضبوطة تقتل”. وعبّر رئيس الحزب اليوم عن ضرورة استخلاص العبر من الحادث والتعامل معه بحزم ووضوح.
كما انتقد رئيس الحزب اليوم ما وصفه بـ “الإدارة الكارثية للجوء في أوروبا” ودعا إلى عدم “الخضوع للقواعد المفروضة علينا” في المستقبل. تتجه التصريحات الصادرة بعد الاجتماع الأوروبي حول الهجرة إلى إلزامية التضامن بين دول الاتحاد الأوروبي في توزيع طالبي اللجوء.
مثل الهج