أخبار نافذة الشرق
حين يختار الأهلي السعودي لاعباً شاباً مثل الفرنسي إينزو ميلوت قادماً من الدوري الألماني، فالأمر يتجاوز مجرد التعاقد مع لاعب وسط جديد. هذه الصفقة تعكس توجهاً واضحاً لدى إدارة النادي نحو مزيج من الطموح والمستقبل، حيث تجمع بين عنصر الشباب والخبرة المكتسبة في واحدة من أقوى الدوريات الأوروبية.
ميلوت، الذي لا يزال في الثالثة والعشرين، يأتي من تجربة ناجحة في شتوتغارت، حيث أثبت أنه ليس مجرد لاعب مكمل، بل ركيزة أساسية في خط الوسط. أرقامه الموسم الماضي تتحدث بوضوح: 6 أهداف، 5 تمريرات حاسمة، ونسبة تمرير تتجاوز 85%، إلى جانب خبرة قارية من دوري أبطال أوروبا. هذه ليست أرقاماً عابرة، بل مؤشرات على لاعب قادر على صنع الفارق في المباريات الحاسمة.
لكن ما يثير الاهتمام حقاً هو الطريقة التي تحدث بها المدرب ماتياس يايسله عن الصفقة، مشيداً بمزيج الجودة الفنية والانضباط التكتيكي لدى اللاعب. هذه الكلمات توحي بأن انضمام ميلوت لم يكن قراراً عاطفياً أو نتيجة صفقة تسويقية، بل خيار استراتيجي مدروس يهدف إلى تهيئة الفريق لموسم مليء بالتحديات.
كما أن البداية غير الرسمية لميلوت في السعودية، عبر زيارته لمنتجع «شيبارة» في البحر الأحمر، تحمل دلالة على البعد الإنساني في الانتقال، حيث يندمج اللاعب وعائلته سريعاً في البيئة الجديدة، وهو عنصر غالباً ما يغفل عنه البعض عند تقييم نجاح الصفقات الأجنبية.
الآن، يبقى السؤال: هل سيكون ميلوت هو “القلب النابض” الذي يعيد للأهلي السيطرة على خط الوسط في الدوري السعودي، أم أن ضغوط الانتقال إلى بيئة كروية جديدة ستختبر صلابته الذهنية والفنية؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف لنا الإجابة، لكن المؤكد أن جمهور الأهلي بات يملك سبباً إضافياً للتفاؤل.