الجيش السوداني
صرح المحلل السياسي السوداني ماهر أبو الجوخ أن ما يُوصف بـ”الموقف المتشدد” لقيادة الجيش السوداني مرتبط بالوضع الميداني. وقال في حديث لـ”الشرق الأوسط”: “يمكن أن يذهب الجيش للمفاوضات في حال استطاع تغيير وضعه العسكري على الأرض”.
وأشار أبو الجوخ إلى أن مساعد القائد العام للجيش السوداني، ياسر العطا، توعد بتوجيه ضربة عسكرية قوية ضد قوات “الدعم السريع”، دون تحديد موقعها، مؤكدًا أنه “لا تفاوض ولا هدنة مع الدعم السريع”.
وأوضح أبو الجوخ أن الجيش السوداني لم يحقق الوعود التي أطلقها باسترداد ولاية الجزيرة أو تحقيق تقدم عسكري في الخرطوم منذ سيطرة “الدعم السريع” على ولاية الجزيرة (وسط السودان). وأضاف: “تفاقم الأوضاع بسبب الحصار المفروض من قوات الدعم السريع على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ما يوضح أن المشهد بكلياته لا يشير إلى أي تحسن في موقف الجيش العسكري، وهذا هو السبب الرئيسي لعدم قبوله بالعودة إلى المفاوضات”.
كما أشار المحلل السياسي إلى أن هناك عوامل إضافية تساهم في تعنت الجيش، منها محاولات جذب إيران إلى المنطقة مجددًا ومحاولة كسب الجانب الروسي، مما يدفع قادة الجيش لرفض عملية التفاوض في الوقت الحالي لكسب المزيد من الوقت لتحسين موقفهم العسكري.
تحليل سياقي للأوضاع
وفقًا لماهر أبو الجوخ، فإن الوضع الميداني يشكل العائق الأكبر أمام عودة الجيش السوداني إلى طاولة المفاوضات. القوات المسلحة السودانية تواجه صعوبات في تحقيق مكاسب عسكرية ملموسة، وهذا يعزز موقف “الدعم السريع” ويجعل القيادة العسكرية أكثر تشددًا. يضاف إلى ذلك، محاولات الجيش السوداني استغلال العلاقات الدولية لتحقيق مكاسب ميدانية، حيث يحاول الجيش كسب الوقت لجذب دعم من إيران وروسيا، الأمر الذي يعتبره قادة الجيش ضروريًا قبل التفكير في العودة للمفاوضات.
الخلاصة
يبدو أن الجيش السوداني يفضل تحسين موقفه العسكري قبل العودة إلى أي مفاوضات مع قوات “الدعم السريع”. الوضع الميداني الحرج والضغوط الإقليمية والدولية تساهم في تبني الجيش لموقف متشدد، معتمدًا على الوقت كعامل أساسي لتحقيق مكاسب على الأرض.
تعرف ايضا علي : انقسامات داخل معسكر الجيش السوداني بشأن استئناف مفاوضات “منبر جدة”