بقلم: Khattab Mrsey
الآن، تُخاض معركة جديدة في قلب كيان سوريا، لكن جولتها الأولى احتضنتها مدينة السويداء، حيث وقع انفجار غزة المذهبية والسجال الطائفي.
صدام في السويداء
بدأ كل شيء باشتباكات بين دروز وسكان بدو… ثم تدخل الجيش الحكومي. لكن فاتورة هذا التدخل كانت فادحة:
وفق تقارير، أكثر من 248 قتيلًا بين مقاتلين ومدنيين، وواصل القتال رغم الإعلان عن هدنة.( الجزيرة نت.)
انسحب الجيش السوري مساء الأربعاء من المدينة، بعد اتفاق هدنة مع مشايخ وجهات محلية، لكن تبقى الساحة مشتعلة خلف الهدوء الظاهر .
التدخل الإسرائيلي: دماغ طائر وتحذير مُطلق
وسط العنف الداخلي، قاد الجيش الإسرائيلي غارات على مواقع الجيش السوري في دمشق والسويداء، بزعم حماية الطائفة الدرزية من مزيد من التهديد
يطلق الإسرائيليون:
“لن نسمح لتحول جنوب سوريا إلى مركز إرهابي.”
– إسرائيل كاتس، وزير الدفاع Al Arabiya
الغارات دمّرت جزءًا من وزارة الدفاع، وقتلت عناصر أمنيّة، وكسرت حلقة العنف المحلي بتدخل خارجي حاسم.
دوافع متشابكة وخشية من شرارة أكبر
- صعود الهويات الطائفية تحت غطاء العنف المحلي.
- خوف النظام من فقدان السيطرة على دروز جنوب سوريا.
- وتدخل إقليمي (إسرائيلي–أمريكي–تركي–أوروبي) يبدو أنه يسعى لتغيير الكفة في معركة النفوذ السورية
الأمريكيون والأوروبيون نادوا لوقف التصعيد، معتبرين أن اقتراب الطوائف والطائرات من دمشق يهدّد ليبيا وتوازن المنطقة .
تأثير الحدث… ماذا يعني لعواصمنا؟
- القبائل والعشائر تتحول إلى لاعب أساسي.
- الدروز بدورهم لم يعودوا متماثلين—بعضهم مع النظام، وآخرون منقسمون داخليًا .
- أول ضربة إسرائيلية معلنة ضد نظام الشراء الجديد في دمشق جاءت بهدف حماية الثكنات الدرزية… لكن صداها امتد إلى العاصمة.
محطّة الآخرة؟ ليست بعد
الهدنة هشة، والانسحاب الجزئي لا يعني نهاية الاحتمالات.
المشهد الآن: جنوب نارٍ داخلي وسماءٍ تهدر بقنابل بعيدة في دمشق، بينما تخيف الدول المحيطة من شرارة عابرة قد تشتعل في أي لحظة.
المحطة الأخيرة
عندما يُقرع الطيران الإسرائيلي المدى، ويُضرب وسط العاصمة، فإن ما يُقال في السويداء ليس محليًا… بل إشارة تحذيرية لكل المدن العربية.
في سوريا اليوم لا يهم إن شئت أن تنظر نحو غزة، فالنفق الذي يبدأ من ساحاتها قد ينتهي في شوارعنا.
لأن كل قصف لها، يُعيدنا إلى سؤال:
هل نحن مستعدّون «لمدنية مبنية من الحذر» أكثر من الأمل؟