قتل 9 أشخاص في احتجاجات وأعمال عنف تجتاح العاصمة السنغالية داكار ومدن أخرى في البلاد. تأتي هذه الأحداث عقب صدور حكم من محكمة جنائية ضد المعارض السنغالي عثمان سونكو، الذي يتطلع للترشح في انتخابات الرئاسة عام 2024، حيث تم إدانته بتهمة “إفساد الشباب” وتبرئته من اتهامات الاغتصاب الموجهة إليه.
أفاد وزير الداخلية السنغالي بأن 9 أشخاص قتلوا خلال الاحتجاجات التي شهدتها داكار ومدينة سان لويس في اليوم السابق. وقد سقط 3 قتلى خلال المظاهرات في زيغينشور (جنوب السنغال) وتم قتل شرطي في ضواحي داكار على يد مجموعة من الشبان.
تفجرت المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن بعد صدور حكم غيابي بالسجن لعثمان سونكو، أحد المعارضين السياسيين في البلاد، بتهمة “إفساد الشباب”. يرى أنصار سونكو أن هذه الملاحقة القضائية هي جزء من مخطط للرئيس الحالي ماكي سال لمنعه من الترشح للرئاسة في العام المقبل.
تم ملاحظة تشديد القيود على وسائل التواصل الاجتماعي مما أثر بشكل كبير على قدرة الأشخاص على التواصل وتبادل المعلومات. وقد أشارت منظمة “نت بلوكس”، التي تراقب شبكة الإنترنت، إلى أن هذا الوضع يشبه ما حدث في السنغال عام 2021 والعنف الدامي الذي شهدته البلاد، مشيرة إلى تقليل قدرة الأشخاص على التواصل.
في نفس السياق، تم حكم على نديي خادي ندياي، صاح
بة صالون التجميل، بالسجن لمدة عامين بتهمة الاعتداء على موظفة في صالونها.
توضح المحامي عثمان ثيام الذي حضر الجلسة أن “إفساد الشباب” يعد جنحة وفقًا للقانون السنغالي ويشمل توظيف أو التشجيع على توظيف شخص يبلغ من العمر أقل من 21 عامًا، وليس جريمة مثل الاغتصاب.
يتصارع سونكو في النظام القضائي والساحة السياسية منذ فبراير 2021، عندما بدأت قضية الاغتصاب المزعومة في التصدر عناوين الصحف. يواجه تحديات قوية في سعيه لمواجهة الرئيس ماكي سال والبقاء في الساحة السياسية. لقد تسببت هذه الأحداث في مقتل حوالي 20 مدنيًا منذ عام 2021 في اضطرابات متعلقة بوضع سونكو، وتبادلت السلطة ومعسكره الاتهامات في هذا الصدد.
على الرغم من أن السنغال تُعتبر من الدول المستقرة نسبيًا في منطقة مضطربة، فإنها شهدت تصاعدًا في الصراعات بين أنصار سونكو وقوات الأمن على خلفية محاكمته وعودته من جنوب البلاد إلى داكار يوم الجمعة الماضية. تم حشد شباب مؤيد لسونكو، ولكنه تم اعتقاله يوم الأحد الماضي وتم إعادته قسراً إلى منزله في داكار بحضور كثيف لقوات الشرطة. وقد ردت قوات الشرطة باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع واعتقال أي محاولة للتقرب من سونكو.
في ساعات الصباح الأولى من يوم الثلاثاء، أعلن سونكو أنه “محتجز” ودعا السنغاليين إلى التظاهر بكثافة
. هاجم شبان منازل أعضاء المعسكر الجمهوري ونهبوها، مما أدى إلى أعمال انتقامية ضد ممتلكات أعضاء المعارضة وحزب سونكو. أعلن الرئيس السنغالي يوم الأربعاء بأنه سيتخذ إجراءات حازمة لمواجهة العنف وقرر بدء “حوار وطني” في محاولة لتخفيف التوترات.
هذه الأحداث المتصاعدة في السنغال تثير قلقًا بالغًا وتطرح تحديات كبيرة أمام البلاد ومسارها السياسي. يجب أن يعمل القادة السنغاليون على تهدئة الوضع والسعي للحوار والتوافق من أجل استقرار البلاد وضمان مستقبل أفضل لشعبها.