أعلنت الحكومة البريطانية، اليوم (الاثنين)، فرض أكثر من مائة عقوبة جديدة على أشخاص وكيانات في روسيا ودول أخرى، من بينها الصين وكوريا الشمالية، بتهمة «الاستمرار في دعم الغزو» الروسي لأوكرانيا، في بيان يفصّل العقوبات التي تستهدف «الآلة العسكرية الروسية وكيانات داخل دول أخرى تدعمها».
وأتى قرار المملكة المتحدة بتكثيف العقوبات في وقت سعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الأسابيع الأخيرة لمحادثات مع روسيا بشأن مستقبل النزاع في أوكرانيا.
وفرضت لندن عقوبات على 1900 شخص ومنظمة مرتبطة بحكومة بوتين منذ اندلع النزاع وحتى يناير (كانون الثاني) 2025.
تستهدف آخر حزمة عقوبات جهات تنتج وتوفر إمدادات المعدات الضرورية لمواصلة الحرب في بلدان أخرى بينها دول في آسيا الوسطى وتركيا وتايلاند والهند والصين.
تشمل الشخصيات المدرجة على قائمة العقوبات وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ شول وغيره من الجنرالات وكبار المسؤولين الكوريين الشماليين «الضالعين» في نشر أكثر من 11000 جندي كوري شمالي للانخراط في النزاع.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن «تحرك اليوم، وهو الأكبر منذ نحو ثلاث سنوات، يؤكد على التزام المملكة المتحدة حيال أوكرانيا». وأضاف أن «كل خط إمداد عسكري يتم تعطيله وكل روبل يتم منع إيصاله وكل داعم لعدوان بوتين يتم الكشف عنه، خطوة باتّجاه سلام عادل ودائم».
وقالت الحكومة البريطانية إنه يتم للمرة الأولى استخدام سلطات جديدة لمعاقبة المؤسسات المالية الأجنبية التي تدعم الحرب. وتشمل هذه المؤسسات مصرف OJSC Keremet Bank ومقره قرغيزستان. وتشمل الشخصيات الجديدة الـ14 التي تم استهدافها رومان تروتسينكو الذي يُعتقد أنه أحد أثرى أثرياء روسيا.
كذلك، تم استهداف 40 سفينة أخرى ضمن ما يعرف بـ«الأسطول الشبح» الروسي، ليصل إجمالي عدد السفن المستهدفة بالعقوبات إلى 133.
يقول محللون أمنيون إن روسيا تشغّل «أسطول شبح» كبيرا يضم مئات المراكب في مسعى للالتفاف على العقوبات الغربية المفروضة على صادراتها النفطية.
وأتى الإعلان بالتزامن مع رحلة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر المقررة إلى واشنطن، حيث يلتقي ترمب الخميس على أمل أن يكون «جسرا» بين الولايات المتحدة وأوروبا سعيا لضمانات أمنية ومتعلقة بالأراضي لكييف في حال تم التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب.
وتبدو المهمة صعبة بشكل متزايد بعد سجال علني الأسبوع الماضي بين زيلينسكي وترمب الذي وصف الرئيس الأوكراني بأنه «ديكتاتور» وأشاد بـ«المحادثات الجيدة» مع روسيا.
وتخشى بلدان أوروبية من أن إجبار أوكرانيا على التوقيع على اتفاق سيئ بالنسبة لها تفرضه واشنطن سيدفع بوتين لاعتبار نفسه المنتصر، لتصبح القارة بأكملها تحت رحمة موسكو التي ستقوى شوكتها.