“المواصي” من جنة ساحلية إلى جحيم لا ينتهي
كانت “المواصي” على ساحل قطاع غزة، بشاطئ يمتد حوالي 12 كيلومترًا بين خان يونس ورفح، مكانًا استثنائيًا للعائلات، بتضاريسها الطبيعية الخلابة وكثبانها الرملية الذهبية المتموجة. لكن هذا الجمال لم يعد موجودًا. فقد حولت الهجمات الإسرائيلية المستمرة هذا المكان من منطقة للترفيه إلى منطقة للرعب الذي لا ينتهي.
الهجمات الإسرائيلية على المناطق الآمنة
في أواخر أكتوبر/تشرين الأول، عندما أمطرت الطائرات الإسرائيلية قطاع غزة بالقنابل والصواريخ، صنفت قوات الاحتلال الإسرائيلي “المواصي” بأنها “منطقة آمنة”. ادّعى القادة الإسرائيليون لاحقًا أنهم يعتبرونها “منطقة آمنة دائمة”، لكن الأحداث التالية أثبتت عكس ذلك.
في فبراير/شباط، هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي “المواصي”، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ستة آخرين. وفي مايو/أيار، قصفت قوات الاحتلال المنطقة مرة أخرى، مما أسفر عن مقتل 21 فلسطينيًا. وفي يونيو/حزيران، هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي “المواصي” مرة أخرى، مما أسفر عن مقتل 25 فلسطينيًا وإصابة 50 آخرين.
شهادات حية عن الرعب المستمر
وصلت شهادات مروعة من الأطباء والشهود العيان الذين وثقوا الهجمات على “المواصي”. وصف أحد الأطباء مشهد الدبابات الإسرائيلية وهي تتقدم وتطلق النار عشوائيًا، مما أدى إلى فزع الناس وهروبهم للنجاة بأرواحهم. أفادت الأمم المتحدة بسقوط عشرات الضحايا ونزوح الآلاف بسبب الهجمات الإسرائيلية المتكررة.
تدمير البنية التحتية ومعاناة المدنيين
تحولت “المواصي” من مكان آمن إلى منطقة مليئة بالخيام والملاجئ المؤقتة التي لا توفر الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية. يعيش النازحون حياة بائسة مليئة بالجوع والمرض والعطش. الهجمات المنهجية والمستمرة على الفلسطينيين، وتدمير بنيتهم التحتية، تهدف إلى قتل وترويع أكبر عدد ممكن من المدنيين.
القمع والإبادة: حقيقة واضحة
تستهدف القوات الإسرائيلية ليس فقط القضاء على حركة حماس، بل القضاء على الوجود الفلسطينيّ بالكامل. الحرب المستمرة ليست ضد حماس فقط، بل هي حرب شاملة على الفلسطينيين تهدف إلى تدمير “البشر والحجر والشجر”. ومع دخول الحرب شهرها العاشر، أصبح واضحًا أن هذا العدوان ليس مجرد نزاع عسكري، بل هو إبادة جماعية للشعب الفلسطيني.
المجتمع الدولي: تواطؤ وتقاعس
تقاعس العالم الغربي وتواطؤه، وعدم إجراء تحقيق مناسب في هذه الجرائم، يعكس تجاهلًا صارخًا للمساءلة والعدالة. الفلسطينيون يعانون من قسوة لا يمكن تصورها، ويشهدون إبادة جماعية مستمرة دون أن يتحرك العالم لوقفها.
لمزيد من الأخبار والتحليلات الحصرية، تابعوا موقع “نافذة نيوز”. نحن نقدم لكم الأخبار التي تهمكم ونكشف الحقائق التي تحتاجون لمعرفتها. شاركونا آرائكم في التعليقات وابقوا على اطلاع دائم بكل ما يحدث.