الجيش اللبناني: تحديات سياسية وأمنية بانتظاره

أخبار نافذة الشرق – يواجه الجيش اللبناني تحديات متزايدة تتطلب منه القيام بمهام حساسة في ظل التحولات السياسية والأمنية التي تشهدها البلاد. ففي الأسابيع الأخيرة، تصاعدت المسؤوليات الملقاة على عاتق الجيش، حيث نعت المؤسسة العسكرية جنديين قتلا بانفجار مسيرة إسرائيلية، فيما تسلمت وحدات أخرى أسلحة وعتاداً عسكرياً من المخيمات الفلسطينية، وانتشرت قوات الجيش على الحدود مع سوريا وفككت معملاً لتصنيع المخدرات.

قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل أكد أن الجيش يتحمل مسؤوليات كبرى ومقبل على مرحلة دقيقة، وسيحرص على الحفاظ على السلم الأهلي والاستقرار الداخلي.

ويبلغ قوام الجيش اللبناني نحو 75 ألف عسكري، ينتشرون في مختلف المناطق اللبنانية.

### ما التحديات الملقاة على عاتق الجيش اللبناني؟

تلقى الجيش اللبناني مهاماً جسيمة، منها سحب سلاح “حزب الله”، وتثبيت الاستقرار في الجنوب، وضبط الحدود مع سوريا، وسحب السلاح الفلسطيني في المخيمات، وملاحقة المتورطين في الاتجار بالمخدرات وتصنيعها. هذه المهام جعلت الجيش في بؤرة اهتمام المجتمع الدولي الذي يسعى لدعمه.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد عزم بلاده على عقد مؤتمرين لدعم الجيش اللبناني والتعافي وإعادة الإعمار، وحث الحكومة اللبنانية على اعتماد خطة حصر السلاح بيد الدولة.

ويسعى مؤتمر دعم الجيش لتأمين مساعدات لزيادة عديد الجيش، ورفع مستوى تجهيزاته وتقويته، ودعم التقديمات لعناصر الجيش.

### الجيش اللبناني في دائرة الضوء

الاهتمام الدولي المتزايد بدعم الجيش اللبناني يضع على عاتقه مسؤوليات أكبر. فالمؤسسة العسكرية باتت مركز الاهتمام الدولي لتثبيت الاستقرار في البلاد وتطبيق التحولات السياسية والأمنية.

نافذة الشرق تنقل عن مصادر حكومية ترقب لبنان للخطة التطبيقية التي يعدها الجيش لقرار حصرية السلاح، والتي ستُعرض على مجلس الوزراء في 2 سبتمبر (أيلول) المقبل، مع تأكيدات بأن الخطة ستكون “تحت سقف عدم التصادم”.

### جنوب الليطاني: مهمات صعبة وظروف معقدة

في الجنوب، ينتشر حالياً نحو 7000 عنصر من الجيش اللبناني، وهو عدد قابل للارتفاع مستقبلاً. وبالموازاة، تعمل الوحدات العسكرية على جمع الذخائر من مخلفات الحرب، رغم المخاطر المترتبة عليها.

خبراء الذخائر والمتفجرات في فوج الهندسة يقومون بمعالجة هذه الذخائر مع التشديد على تطبيق تدابير الحيطة المطلوبة. الأولوية هي لضمان حيطة المواطنين والعاملين في مجال معالجة مخلفات الحروب، والعمل بالطاقة القصوى لمعالجة أكبر عدد ممكن من المخلفات، وتأمين العودة الآمنة للمواطنين، ومؤازرة انتشار وحدات الجيش. المصادر العسكرية لا تخفي وجود خطر دائم يتمثل باحتمال انفجار الذخائر في أثناء التعامل معها.

### ماذا عن الحدود مع سوريا؟

إلى جانب حصرية السلاح والاستقرار على الحدود مع إسرائيل، هناك خطة موازية لترسيم الحدود اللبنانية – السورية، وإنشاء لجنة ثلاثية (لبنان، سوريا، الأمم المتحدة)، إضافة إلى برنامج مشترك لمكافحة تهريب المخدرات.

تنتشر على طول الحدود اللبنانية – السورية وحدات عسكرية مختلفة، مهمتها الأساسية ضبط ومراقبة الحدود ومنع عمليات التهريب.

أقفل الجيش اللبناني العدد الأكبر للمعابر غير الشرعية على الحدود مع سوريا، معتمداً على خطة أمنية متكاملة تشمل نشر وحدات عسكرية على امتداد الحدود، وإقامة نقاط مراقبة ثابتة ومتحركة، وتسيير دوريات راجلة ومؤللة، واستخدام تقنيات مراقبة ليلية، إضافة إلى التنسيق مع الأجهزة الأمنية المعنية.

تشير بيانات الجيش إلى أنه منذ شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فاق عدد الموقوفين الـ160 شخصاً من اللبنانيين والسوريين.

نافذة الشرق علمت بوجود تنسيق بين الجيش اللبناني وهيئة الأركان السورية لضبط عمليات التهريب عبر الحدود المشتركة من خلال مكتب التعاون والتنسيق، حيث يشهد هذا التنسيق تطوراً في مجال ضبط الحدود ومكافحة التهريب، عبر إجراءات أمنية مشتركة وزيارات رسمية.

التحدي الأساسي هو الحفاظ على سيادة الدولة، ومنع أي اختراق للحدود، سواء من قبل مجموعات مسلحة، أو مهربين. لذلك، يجري العمل على الاستفادة من وسائل مراقبة حديثة وتقنيات رصد متطورة المتوافرة في أفواج الحدود البرية من أجل ضبط الحدود وحماية المواطنين اللبنانيين في المناطق الحدودية.

Salim Murtada

باحث في التاريخ العربي والسياسات المشرقية

See Full Bio