اخبار نافذة: الأزمة السودانية
تنافس مصر وإثيوبيا على الوساطة في حل الأزمة السودانية المستمرة منذ أبريل/نيسان الماضي أصبح واضحًا بعد تعليق مباحثات جدة التي فشلت في التوصل إلى اتفاق. وقد دخلت المصالحات الثنائية والسرية بين مصر وإثيوبيا مراحل متقدمة، حيث تسعى الدولتان لكسب دور حاسم في إحلال السلام بالبلاد.
تدعي القاهرة وأديس أبابا حقهما الطبيعي للوساطة بناءً على الجيرة الجغرافية والتأثر المباشر بالأحداث الجارة في السودان. رغم توافر العديد من الوسطاء الذين طلبوا الدخول في عملية التسوية، إلا أن مساعيهما لم تنجح حتى الآن، رغم التأثير الكبير الذي تملكانه والعقوبات التي يمكنهما فرضها. تسعى مصر وإثيوبيا إلى الاستفادة من دور الوساطة بشكل فردي لكسب المزيد من النفوذ، مع تجنب تكرار السيناريو الذي شهدته إثيوبيا بعد الثورة.
بالنسبة لمصر، قامت بالفعل ببذل جهود لإيجاد حلاً للأزمة السودانية عبر التوسط بعد تعثر المحادثات السعودية. وبعد إعلان فشل المحادثات رسميًا، تحركت مصر سريعًا واستضافت قمة لدول جوار السودان ودعت إثيوبيا للمشاركة. لكن إثيوبيا لم ترد بشكل فوري ولم تُعلِ بما تقوم به مصر. في الوقت نفسه، استضافت إثيوبيا اجتماعًا للجنة الرباعية الأفريقية بمشاركة جيبوتي وجنوب السودان وكينيا وتمثيل أمريكي، دون إشارة إلى دعوة مصر أو الإشادة بجهودها.
تأخذ الأزمة السودانية منحى أخطر مع مرور أربعة أشهر من النزاع المسلح، حيث تزداد الخسائر البشرية والنازحين إلى دول الجوار مثل مصر وإثيوبيا وليبيا. لا تزال الآفاق غير واضحة لحل الأزمة، وتخشى الأطراف الدولية من تحولها إلى حرب أهلية واسعة النطاق لا يمكن السيطرة عليها. تواجه جهود الوساطة السعودية والأميركية صعوبات بسبب طبيعة الصراع نفسه الذي يتعلق بالسلطة والنفوذ، وليس فقط بالاتفاق الإطاري الذي يتم الترويج له بشكل مختلف من قبل كل طرف.
في النهاية، لم يتمكن أي دولة حتى الآن من أن تظهر نفسها كوسيط مقبول لكل الأطراف المتحاربة في السودان، وتبقى المعركة من أجل الوساطة بين مصر وإثيوبيا مستمرة. وبالنظر إلى التداعيات الإنسانية والاقتصادية المدمرة للأزمة، يبدو أن السعي لإيجاد حلاً يحقق الاستقرار والسلام في السودان يتطلب التعاون بين جميع الأطراف المعنية بالقضية، بما في ذلك الوسطاء الإقليميين والدوليين.
تعرف ايضا علي: ماهر أبو الجوخ: هذا السبب الرئيسي لعدم قبول الجيش السوداني العودة إلى المفاوضات