واشنطن تسعى لترحيل مهاجرين إلى جنوب السودان رغم المخاطر الأمنية
كشف مراسل نافذة الشرق عن تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” يفيد بمحاولة إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ترحيل مجموعة من المهاجرين إلى جنوب السودان، رغم الأوضاع الأمنية والسياسية الهشة في البلاد، والتي تهدد باندلاع حرب أهلية جديدة.
من هم المرحّلون؟
وبحسب التقرير، فإن المجموعة تضم 8 رجال من جنسيات متعددة مثل فيتنام وكوبا والمكسيك. هؤلاء محتجزون حالياً في قاعدة عسكرية أميركية في جيبوتي، بانتظار مآل قضيتهم بعد أن أوقف قاضٍ فدرالي تنفيذ قرار ترحيلهم مؤقتاً.
وقد أدين بعضهم بجرائم عنيفة داخل الولايات المتحدة، ما دفع إدارة ترمب إلى وصفهم بأنهم “وحوش همجية”، ونشرت الحكومة الأميركية سجلاتهم الجنائية في وثيقة من 70 صفحة، فيما اعتبره خبراء محاولة لتبرير الترحيل الجماعي وتأليب الرأي العام ضدهم.
لماذا اختارت أميركا جنوب السودان؟
اختيار جنوب السودان كموقع للترحيل يبدو مرتبطاً بنزاع دبلوماسي بين واشنطن وجوبا. فبحسب التقرير، كانت حكومة جنوب السودان قد رفضت سابقاً استقبال أحد المرحلين، ما دفع إدارة ترمب لفرض حظر تأشيرات على مواطني جنوب السودان.
ورغم سماح جوبا لاحقاً بدخول المهاجر لأسباب سياسية، استمر الحظر الأميركي، ما زاد من التوتر بين البلدين، وطرح تساؤلات حول قانونية الترحيل إلى دولة تعاني من اضطرابات مسلحة.
دول أخرى معنية بالترحيل
لم تقتصر سياسة الترحيل المثيرة للجدل على جنوب السودان. إذ تم بالفعل ترحيل 140 مهاجراً فنزويلياً إلى سجن في السلفادور باستخدام قانون “الأعداء الأجانب”، بينما تفكر الإدارة الأميركية أيضاً في إرسال مهاجرين إلى رواندا وليبيا، رغم الأوضاع الأمنية السيئة واتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان.
التبعات القانونية والانتقادات
المحاكم الأميركية كانت قد حظرت الترحيل إلى دول قد يتعرض فيها المرحلون للتعذيب أو الاضطهاد، وهو ما يضع الإدارة الأميركية في مواجهة قانونية. وقد وجه القاضي الفدرالي براين مورفي انتقادات حادة للحكومة لانتهاك أمره القضائي، ملوّحاً بإمكانية فرض عقوبات جنائية على المسؤولين المتورطين.
ويُرجّح أن تكون هذه السياسات تهدف ليس فقط إلى الترحيل، بل أيضاً إلى خلق مناخ من الخوف لردع المهاجرين المحتملين من دخول الولايات المتحدة.
المصدر : نيويورك تايمز