قُتل خمسة مدنيين على الأقل صباح اليوم، الجمعة، نتيجة قصف الدعم السريع على الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، بحسب ما أكده مراسل نافذة الشرق نقلًا عن مصدر طبي سوداني.
مستشفيات تحت القصف
أفاد المصدر بأن القصف استهدف مستشفى الضمان الاجتماعي بالإضافة إلى عدد من الأحياء السكنية في المدينة، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة مؤقتًا بعد أضرار جسيمة لحقت به.
كما أشار مسؤول عسكري سوداني إلى أن القصف تم باستخدام الطائرات المسيّرة والمدفعية الثقيلة، وهو ما اعتبره الجيش انتهاكًا للقانون الدولي، خاصة أن المستشفى مدني ويضم مرضى وأطقم طبية.
الجيش السوداني يرد
وفي تطور لاحق، قال مصدر عسكري للصحافة المحلية إن الجيش السوداني شن قصفًا مدفعيًا مضادًا على مواقع قوات الدعم السريع شمال مدينة الأبيض، في محاولة لوقف التقدم العسكري.
السيطرة على مناطق جديدة
أعلنت قوات الدعم السريع، من جانبها، في بيان رسمي، أنها سيطرت على منطقتي الحمادي وكازقيل جنوبي الأبيض، وادعت أنها استولت على كميات من الأسلحة بعد معارك مع القوات المسلحة.
وكان الجيش قد استعاد مؤخرًا سيطرته على منطقة الحمادي ضمن عمليات عسكرية في ولاية جنوب كردفان، كما صدّ هجمات متكررة على مدينة الخوي، بحسب مصادر في القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح.
تضارب في الميدان
في حين تقول قوات الدعم السريع إنها سيطرت على الدبيبات والخوي، تؤكد مصادر ميدانية للجيش أن تواجده ما يزال ثابتًا داخل تلك المدن، مع تسجيل انتشار مشترك للقوات المسلحة وقوات حركات الكفاح داخل الخوي.
وقد وثّق نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر عناصر من الجيش السوداني في محيط مستشفى الدبيبات، بينما انتشرت وحدات الدعم السريع على مشارف المدينة.
التحديات تتصاعد
وفي ظل التصعيد المستمر، لجأت قوات الدعم السريع إلى التعبئة العامة في مناطق سيطرتها بشرق وجنوب دارفور، تحسبًا لهجمات مرتقبة من الجيش الذي أكد مساعد قائده، إبراهيم جابر، أن استعادة السيطرة على كردفان ودارفور هي مسألة وقت فقط، كما حدث في سنار والخرطوم.
حرب بلا أفق
تدور الحرب في السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وأسفرت حتى الآن عن عشرات آلاف القتلى وتهجير نحو 13 مليون شخص، في ما وصفته الأمم المتحدة بـ”أسوأ أزمة إنسانية في العالم الحديث”.
المصدر : الجزيرة