الجيش السوداني
تشهد الأوساط العسكرية السودانية تباينات واسعة بشأن العودة إلى منبر جدة لاستئناف التفاوض مع قوات الدعم السريع حول وقف الحرب. وقد ناقش قائد الجيش السوداني، الفريق عبدالفتاح البرهان، خلال الأيام القليلة الماضية مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إمكانية استئناف المحادثات مع قوات الدعم السريع. ومع ذلك، أعلن نائب البرهان في مجلس السيادة، مالك عقار، رفضه القاطع للذهاب إلى منبر جدة، مشددًا على أنه “الرجل الثاني في الدولة”، وأن قراره هو عدم المشاركة في المفاوضات.
مواقف متباينة داخل القيادة السودانية
دخل حليف الجيش السوداني، مبارك الفاضل، على خط الخلافات منتقدًا موقف مالك عقار، معتبرًا أن رفضه الذهاب إلى منبر جدة يضر بالعلاقات الخارجية للبلاد ويشكل إهانة للولايات المتحدة والسعودية. واقترح الفاضل تشكيل مجموعة عمل استشارية من الخبراء المخضرمين لوضع استراتيجية للتحرك الخارجي وتقديم المشورة للبرهان.
من جانبه، أعلن مساعد قائد الجيش السوداني، الفريق ياسر العطا، تأييده الكامل لموقف مالك عقار، مؤكدًا أن عقار قدم رأي الدولة فيما يتعلق بالمفاوضات مع قوات الدعم السريع.
أسباب الخلاف ( الجيش السوداني)
ويرى القيادي في حزب الأمة القومي، عروة الصادق، أن تباين الآراء داخل معسكر الجيش السوداني والقوى المتحاربة الأخرى أمر متوقع ويعود لعدة عوامل منها الاختلاف في الأهداف والقيم والمصالح بين الأطراف، بالإضافة إلى الخلافات السياسية واختلالات المصالح. وأوضح عروة أن هذه الخلافات قد تكون نتيجة لصراع حقيقي بين الأطراف أو نتيجة لتبادل أدوار أو استراتيجيات.
تعرف ايضا علي: ماهر أبو الجوخ: هذا السبب الرئيسي لعدم قبول الجيش السوداني العودة إلى المفاوضات
تأثير الخلافات على العملية السياسية
وأشار عروة الصادق إلى أن تباين المواقف يعكس مصالح معسكرات مختلفة، مشيرًا إلى أن عقار ومن معه يخشون على مكاسبهم التي حصلوا عليها عبر انقلاب أكتوبر 2021 وحرب أبريل 2023. ودعا إلى توحيد معسكرات القوى المتحاربة والوصول إلى حل سلمي عبر حوار جاد وشامل يقود إلى إيجاد حلول مقبولة للجميع، مشددًا على أن منبر جدة هو الأقدر على تحقيق هذه المعادلة الإيجابية.
دعوة القاهرة وتأثيرها
حول دعوة القاهرة للقوى السياسية السودانية للقاء موسع في أواخر يونيو، قال عروة الصادق إنه يتوقع استجابة الجميع لهذه الدعوة، داعيًا السلطات المصرية إلى إظهار حيادها وشفافيتها ووقوفها على مسافة واحدة من جميع الأطراف لضمان نجاح المبادرة. وأشار إلى أن الانقسام داخل الجيش سببه تأثير عناصر التنظيم المحلول والحركة الإخوانية، مؤكدًا أن التخلص من هذا التأثير ضروري لنجاح أي مبادرة.
سيناريو التدخل الدولي
من جهته، يرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أبوعبيدة برغوث، أن التدخل العسكري الدولي في السودان بات قريبًا نظرًا لتصدع معسكر الجيش واختلافه حول وقف الحرب بالتفاوض. وأوضح برغوث أن واشنطن ربما أبلغت البرهان بعواقب رفض الذهاب إلى منبر جدة، مما قد يؤدي إلى تدخل عسكري لقوات متعددة الجنسيات تحت مظلة الاتحاد الأفريقي لفرض وقف إطلاق النار والسماح بمرور المساعدات الإنسانية للمدنيين.
وأشار برغوث إلى أن تباين المواقف داخل معسكر الجيش يدل على عدم وجود إرادة للذهاب إلى منبر جدة، موضحًا أن الجيش السوداني يفتقر لصداقات دولية ويخشى التفاوض في ظل تراجعه العسكري. وخلص إلى أن التدخل الدولي قد يكون السيناريو الأرجح لإجبار الطرفين على وقف إطلاق النار ومرور المساعدات الإنسانية.