الصراع الدامي في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بقيادة عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو “حميدتي”، أثار صدمة واسعة في الأوساط الشعبية العربية. يعتبر هذا الصراع بؤرة جديدة في الوطن العربي، الذي لا يزال يواجه تحديات كبيرة في سوريا واليمن. تتواجد حاليًا حالة ضبابية تامة حول أسباب هذا الصراع وتأثيراته ومستقبله.
من المفيد النظر في عدة عوامل لفهم ما يحدث في السودان. على سبيل المثال، يمكننا النظر في تأسيس قوات الدعم السريع عام 2013 بتأييد من أجهزة الأمن السودانية. تم تكوين هذه القوات لتعويض العجز في الجيش السوداني بعد الحرب الطويلة مع جون غارنغ، المتمرد الذي كان مدعومًا من الولايات المتحدة، في جنوب السودان. انتهت هذه الحرب بانفصال الإقليم. قامت قوات الدعم السريع بدور أساسي في مواجهة الميليشيات الانفصالية الجنجويد في إقليم دارفور، ونجحت في تحقيق انتصار كبير عليها، مما ساهم في استقرار السودان. ومن هنا، اتهمت الولايات المتحدة هذه القوات بارتكاب جرائم حرب وفرضت عقوبات على نظام الرئيس عمر البشير.
من المدهش أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اللذين يتقاتلان الآن، توحدا في وقت سابق لتعزيز الحكم العسكري. فقد تعاونوا في الإطاحة بنظام البشير في عام 2019 والانقلاب على الحكومة المدنية في عام 2021.